المرأة وكورونا!... في مقابلة مع الدكتور كرم كرم

مع تسارع وتيرة جائحة كورونا المستجدة، في دول العالم أجمع وخصوصاً في مجتمعنا اللبناني ومع كثرة انتشار الأخبار عن مرض كورونا وتأثيره على أفراد المجتمع، كان لا بد لنا من استشارة طبيب متخصص ليوضح لنا صحة هذه الاخبار من وجهة نظر طبية، لذلك حاورنا في هذا المقال الدكتور كرم كرم الأستاذ المحاضر في الجراحة النسائية والتوليد في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث شرح لنا بتفصيل عن وطئة فيروس كورونا عند النساء مقارنة بالرجال وتناول أيضاً صحة المرأة الحامل وجنينها.

ما دور الهرمونات الأنثوية في وقاية النساء من كورونا؟

كشفت دراسة لجامعة إلينوي في شيكاغو أن احتمال إدخال الرجال المصابين بفيروس كورونا إلى العناية المشددة ضعف الاحتمال بالمقارنة مع السيدات المصابات بالفيروس، الدراسة خلصت إلى أن للدورة الشهرية عند المرأة تأثير كبير على الجهاز المناعي و أن دور الهرمونات الأنثوية ذو أهمية كبيرة في منع الالتهابات والحفاظ على الجهاز المناعي.

تعليقاً على هذه الدراسة يشرح الدكتور كرم كرم أن كورونا مرض جديد في العالم وليس هناك خبرة كافية وطويلة للجزم ولكن من الملاحظ أن النساء يصبن بكورونا أقل من الرجال وبحالات أقل شدّة من حالات الرجال أي أن النساء يحتجن إلى الدخول إلى المستشفى أو الى غرف العناية الفائقة بنسبة أقل من الرجال كذلك الأمر بالنسبة إلى حاجتهن إلى التنفس الاصطناعي.

لذلك تساءل العلم عن هذا التفاوت بين الرجال والنساء واتجه بالدراسات الى علاقة الهرمونات النسائية بحماية المرأة علماً أنه بعد سن ال50 تتضائل هذه الهرمونات عند المرأة ولكن يبقى تأثير كورونا على النساء أقل من تاثير المرض على الرجال، لذلك من الواضح أن هناك دور للهرمونات الأنثوية في حماية المرأة من كورونا يمكن شرحها علمياً على الشكل التالي، يوضح الدكتور كرم أن جهاز المناعة عند المرأة يختلف عن جهاز المناعة عند الرجال والسبب يعود الى أن تكوين المرأة يجهّزها لعملية الحمل ما يتطلب من جهاز مناعتها أن يتعامل مع جسم غريب عنها هو الجنين وبطريقة معيّنة بحيث لا يرفض جهاز المناعة عند النساء هذا الجسم الغريب أو الجنين.

وعلمياً حالات كورونا الشديدة هي الحالات التي يتفاعل فيها جهاز المناعة بطريقة أقوى من العادة أو أكثر من ما هو مطلوب منه وغالباً ما تكون المضاعفات التي يعاني منها المريض ناتجة عن تفاعل للجهز المناعة أكثر من ما هو طبيعي، وبما أن جهاز المناعة عند المرأة مكوّن ليتفاعل مع جسم غريب عنه بطريقة تحمي المرأة والجنين في الوقت نفسه، يتفاعل جسم المرأة بطريقة مختلفة عن الرجل بحال الكورونا و يكون أقل شدة عند النساء من الرجال وبالتالي المرأة أقل حاجة لدخول المستشفى وأقل حاجة الى التنفس الاصطناعي وبالتالي حالات الموت لدى النساء أقل من الرجال.

فيما الأطفال أقل عرضة للاصابة بالكورنا من النساء والرجال والسبب أن جهاز المماعة عند الأطفال جهاز فتّي لم يطغى عليه عامل الزمن ولكن هذا لا يمنعهم من الاصابة بالمرض.

 

فيروس كورونا خلال الحمل: الأسئلة الشائعة للمريضات الحوامل

وفقًا لدراسة أمريكية حديثة، فإن النساء الحوامل المصابات بفيروس كورونا يعانين من أعراض أكثر حدةً مقارنةً بالنساء غير الحوامل، مما يجعلهن فى حاجة أكبر إلى تلقي الرعاية الصحية في المستشفيات عوضًا عن المنازل، وتزداد احتمالات احتياجهن إلى دخول وحدات الرعاية المركزة 1.5 مرة عن غير الحوامل، كذلك يحتجن إلى التنفس الصناعي بمعدل أعلى 1.7 مرة.

في هذا الصداد يؤكد الدكتور كرم كرم أن الجهاز المناعة يختلف من شخص إلى أخر ومن امراة الى امرأة أخرى وبالتالي العامل الجيني هو الذي يحدد قوة جهاز المناعة عند الفرد.

ولكن المرأة الحامل جهازها المناعي أضعف من المرأة غير الحامل لذلك لا بد للمرأة الحاما أن تتبع سبل الوقاية الدقيقة من فيروس كورونا لحماية نفسها وجنينها، لانه يمكن للعدوى أن تنتقل من المرأة الحامل الى جنينها ما يسمى بالانتقال المستقيم(Vertical Transmission). لذلك يمكن أن يصاب الجنين ايضاً بكورونا.

أما بالنسبة لتلقي المرأة الحامل اللقاح فيشير الدكتور كرم الى أنه لم يكن هناك دراسات كافية لردات فعل جسم المرأة الحامل للقاح وتأثير هذا اللقاح عليها وعلى جنينها، فاعتبر البعض ان استثناء المراة الحامل من االقاح المضاد لكورونا هو الحل، ولكن أخيراً و بعد الدراسات المكثّفة على حالات كورونا في الولايات المتحدة وأوروبا اختلف الرأي الطبي بالموضوع و باتوا يعتبرون اليوم أن من واجب الحامل أن تتلقى اللقاح لأن مضاعفاته على المرأة خفيفة ولا تذكر.

طبعاً يتأثر الجنين بكورنا بطريقة مختلفة اذا كانت المراة حامل بشهورها الأولى أو بشهورها الاخيرة، فاصابة المراة بكورونا ببداية أسابيع الحمل تحديدًا عند تركيب الاعضاء أي في الأسبوع السادس حتى العاشر وخصوصاً في الأسبوع الثامن من بداية الحمل يمكن أن يكون خطيرا جداً ويكون له اثر سيئ على تركيب أعضاء الجنين و لكن ليس هناك خبرة كافية ودراسة كافية وليس هناك بعد أي معلومة طبية تستدعي أن تجهض المراة الحامل جنينها في هذه الحالة.

في الوقت الذي لو أصيبت المرأة بكورونا بشهور الحمل الأخيرة وحتى لو وصل الفيروس الى الجنين فتاثيره يكون أقل، ولكن هن معرضات للولادة قبل أوانهن أو حتى أن يكون حجم الجنين أصغر من حجم أولاد السيدات الواتي لم يصبن بكورونا

كورونا مرض خطير وتبقى الوقاية هي الأهم!

أخيرا حتى اليوم ليس هناك أي علاج لمرض كورونا شاف غير اللقاح ويعتبر هذا اللقاح سابقة في المجال الطبي لم تحصل من قبل اذ تمكن الأطباء والخبراء بفترة وجيزة لا تتعدى الأشهر ان ينتجوا لقاحات فعالة جداً تحمي الناس من كورونا.

فقبل جائجة كورونا أو في السنوات الماضية كانت القاحات تاخذ سنين من الوقت لتصنيعها و لو كان العلم عليه أن ينتظر سنين طويلة ليصنع لقاح كورونا فكانت البشرية انتهت برأي الدكتور كرم.
لذلك هو يعتبر أنه واجب على الجميع تلقي اللقاح، علماً أن العوارض التي تنتج عنه قليلة جداً ولا تذكر وهي شبيهة بعوارض التي تنتج عن لقاح الانفلونزا لذلك يشدد الدكتور كرم على أهمية تلقي اللقاح لحماية الفرد نفسه من كورونا وحماية المجتمع الذي ينتمي اليه.

وهنا يشير دكتور كرم الى مشكلة ويعاني منها العالم حالياً وهي النقص في عدد القاحات ولكن يعود ويؤكدة أن المؤسسات الصحية ومنظمة الصحة العالمية تدرك الامر وتعمل على توزيع لقاحات مجاناً في المناطق الأقل قدرة والاكثر فقراً.

لذلك يجب أن تتلقح جميع مجتمعات العالم لتصل الى 70 و 80 بالمئة من الناس ملقحة لايقاف انتشار فيروس كورونا لان الفيروس يعيش في جسم الانسان و كل ما قل عدد الناس المصابين بكورونا كل ما قطعنا الطريق على الفيروس للانتشار.

دور المرأة في حماية المجتمعات من جائحة كورونا!

وأخيراً ينوه دكتور كرم بدور المرأة الأساسي في بناء المجتمعات الذي يتعدى دورها في العائلة وبالتالي بدورها الارشادي والتوعوي وباتخاذ القرارات الصحيحة لحماية المجتمعات من انتشار فيروس كورونا.

لذلك المرأة جزء لا يتجزء من المجتمع ولها دور جوهري في الوقاية من كورونا أولاً و في اتباع الارشادات الطبية الهامة ثانياُ و أخيراً تلعب المرأة دور هاماً في التشجيع لتلقي اللقاح وبالتالي حماية المجتمع.


Share this post


Leave a comment

Note, comments must be approved before they are published