نصائح الاختصاصية في علم النفس العيادي دارين عماش للتغلب على الخوف في زمن كورونا!

Interview with Darine Ammache

“نحن مصدر قوتنا، نحن مصدر سعادتنا، نحن محرك حياتنا ونحن مصدر التغيير في حياتنا، لا أحد يساعدنا أفضل من أنفسنا لا الدواء ولا الأشخاص."

بهذه العبارات تؤكد دارين عماش اختصاصية في علم النفس العيادي أن عقل الشخص هو المحرك الأساسي في حياته وهو المسؤول عن حالة الشخص النفسية والجسدية اذ أن الحالتين مرتبطتين ارتباطاَ وثيقاً مع مفارقة بسيطة هو أن الصحة النفسية غير ملموسة على عكس الصحة الجسدية، لذلك لا يعيرها البعض الأهمية المطلوبة.

لجسم الانسان ذاكرة يسجل فيها كل مشاكله النفسية!

وأتى فيروس كورونا وأوقع سكان العالم في حالة من عدم اليقين، فسيل الأخبار المتدفق أصابهم بالقلق المستمر، مما أثر سلباً على صحتنا العقلية، وخصوصاً على أولئك الذين يعانون سابقاً من حالات القلق والوسواس القهري، في هذا السياق تشرح دارين عماش تأثير فيروس كورونا على المجتمع اللبناني وتوضح كيف تلقى المجتمع اللبناني وقع هذه الجائحة.

فتشير إلى أن الوضع في لبنان يختلف عن باقي دول العالم اذ يتخبط اللبناني في هذه الفترة بين الصعوبات والمشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية بالأضافة الى ترسبات التي خلفها انفجار 4 أب فأتى كورونا ليزيد من حالة الإحباط والخوف والاكتئاب، وتعتبر أن المواطن اللبناني وصل الى مرحلة السكوت أو الجمود أو الشلل غير قادر على التحرك والتغيير من هول المشاكل التي يعاني منها، ومن خبرتها كأخصائية في المعالجة النفسية فتلاحظ أن الصعوبات النفسية التي رافقت وباء كورونا القت بظلالها على الأشخاص الذين يعانون سابقاً من صعوبات نفسية ما أثر عليهم سلباً ما يعرف علمياً بمرحلة الانتكاسة أو العودة الى الحالة الصفر ما تفسره عماش بأن اللبناني لم يعد يحتمل تراكم المشكلات السياسية والاقتصادية والمرضية. وهنا توضح دارين أن لجسم الانسان ذاكرة لا ينسى المشاكل التي يواجهها الإنسان بل يسّجلها ويحفظها ويتخلى عنها بحسب قدرة التحمّل عند كل شخص.

كورونا في المجتمع اللبناني...بين المزح وهول الحقيقة!

وتقسّم دارين عماش تطور تداعيات كورونا في المجتمع اللبناني إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى أو الحجر المنزلي الأول في شباط_آذار 2020 حيث كان المجتمع البناني خائف من كورونا الذي كان مجهولاً لذلك التزم الكثير منا بالحجر المنزلي وكان عدد الإصابات لا يتعدى العشرات.

المرحلة الثانية كانت مرحلة الانكار حيث اعتبر الكثير أن كورونا كؤامرة وغير موجودة وبدأ الشعب اللبناني باصدار النكت على مواقع التواصل الاجتماعي ما يدل على حالة غير صحية بل هي طريقة للتعبير عن الألم وتقنيع الحقيقة المّرة وهي تعتبر عملية دفاعية لتقنيع الحالة التي يمر بها الانسان، وباتت كورونا مزحة ولم يلتزم المجتمع اللبناني بالحجر المنزلي وكأن كورونا غير موجود أصلاً.

المرحلة الثالثة عندما باتت كورونا في كل منزل، فاستحق البعض الجائحة وباتت الخوف سيد الموقف ما دفع بالكثير الى التزام الحجر المنزلي واصبح فيروس كورونا مشكلة جديدة تضاف الى المشكلات التي يعاني منها أصلاً المجتمع اللبناني، فالأشخاص الذين يعانون أصلاً من مشاكل خوف أو قلق تضخمت مشاكلهم النفسية وتضخمت حالتهم المرضية وخصوصاً من يعاني من الوسواس القهري .

نصائح للتأقلم مع وباء كورونا المستجد!

وفي هذا الصدد تقدم دارين عماش أخصائية في علم النفس العيادي بعض النصائح التي تساعدنا على التألقم مع وباء كورونا الذي جزءً من حياتنا اليومية خصوصاً أن لا نهاية قريبة له في المستقبل القريب، فأولاً وبحسب دارين علينا التفكير بايجابية وعدم وضع توقعات والتزامات لنا شخصية قاسية بل علينا الاستمتاع بهذه الفترة وممارسة الرياضة والمشي في الطبيعة والاستماع الى الموسيقى بل علينا التاقلم والفرح وتقدير كل ما هو من حولنا، تنظيم وقتنا، ملئ الوقت لأن الفراغ هو المسؤول الأول عن الأفكار السيئة التي تولد الوسواس القهري، علينا أن نقدر الأشياء الصغيرة والاستمتاع بها والفرح بأصغر الأشياء لأن كورونا أتت لنقدر النعمة التي نعيش فيها وعلينا التمتع بذكاء لنعيش بسعادة وليس علينا انتظار انتهاء وباء كورونا بل علينا البدء من اليوم ومن اللحظة الحاضرة. وللمرأة العاملة والأم في نفس الوقت فتعتبر دارين أن يجب على كل امرأة ان تضع نفسها في أولوية حياتها عليها ان تحب نفسها و تهتم بما تحب وتمارس رياضتها المفضلة لتستطيع الصمود لتساعد بدورها أولادها وعائلتها .

ثلاثة دروع على الشخص التحصّن بها للمحافظة على صحته النفسية!

وهنا تشرح دارين أن كل شخص باستطاعته أن يحمي نفسه من القلق والخوف من خلال بناء ثلاثة دروع أو حصن، الدرع الأول عبارة عن الرياضة التي نفرز من خلالها هرمونات السعادة ومن ثم الدرع الثاني والعائلة والأصدقاء لأن كل شخص بحاجة لمقربين منه يتشارك معهم عن مكنونات نفسه وأفكاره، وأخيراً الدرع الثالث و هو العمل، وهذه الدروع تؤثر على بعضها البعض وتحمينا من الاكتئاب وتشّكل حصناً قوياً لنا تمنع الاكتئاب والخوف من التسلل الى داخلنا والتخبط في أنفسنا.

ولمرضى الكورونا تقدم دارين عماش النصائح التالية، أولاً عدم الخوف لأن الخوف يؤثر على الجهاز التنفسي وعدم السماح للافكار السيئة بالسيطرة علينا، وهنا تقدم دارين عملية تنفسية سهلة يمكن للجميع ممارستها عند الشعور بالخوف وهي عبارة عن شهيق للهواء أربع مرات ثم حبسه لسبع ثوان ومن ثم زفير ثماني مرات ونعيد الكرة لأربع مرات هذه العملية تسهل عملية تنقل الأوكسيجين في جسمنا وتحرك الحركة الدموية وتساعد في عملية التنفس.

تعرفوا على تطبيق Mindsome!

وأخيراً لدارين عماش تطبيق يحمل إسم Mindsome، يتضمن الكثير من الأطباء من مختلف أنحاء العالم ومختلف المجالات المتعلقة بالمشاكل النفسية، ويمكن من خلاله الشخص أن يعرض مشكلته دون الافصاح عن هويته ومن دون الذهاب الى الطبيب أو المعالج شخصياً وبذلك سيكون من الأسهل عليه أن يتكلم ويتحاور معه من دون أي عوائق أو إحراج.


Share this post


Leave a comment

Note, comments must be approved before they are published